واحتزت رؤوس القتلى فحمل إلى ابن زياد اثنان وسبعون رأسا مع شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وعزرة بن قيس الأحمسي من بجيلة، فقدموا بالرؤوس على ابن زياد.
وحدثني بعض الطالبيين أن ابن زياد جعل في علي بن الحسين جعلا، فأتي به مربوطا فقال له: ألم يقتل الله علي بن الحسين؟ فقال: كان أخي يقال له علي بن الحسين وإنما قتله الناس، قال: بل قتله الله. فصاحت زينب بنت علي: يا بن زياد، حسبك من دمائنا فإن قتلته فاقتلني معه، فتركه.
وروى حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين، قال: وكان يقول يا أيها الناس احببتمونا حب الإسلام، فما برح حبكم حتى صار علينا عارا.
وقال أبو مخنف: لما قتل الحسين جيء برؤوس من قتل معه من أهل بيته وأصحابه إلى ابن زياد، فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا، وصاحبهم قيس بن الأشعث، وجاءت هوازن بعشرين رأسا، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، وجاءت بنو تميم بسبعة عشر رأسا، وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا، وجاءت مذحج بسبعة أرؤس، وجاء سائر قيس بتسعة أرؤس.
قالوا: وجعل ابن زياد ينكث بين ثنيتي الحسين بالقضيب، فقال له زيد بن أرقم: إعل بهذا القضيب غير هاتين الثنيتين فو الله لقد رأيت شفتي رسول الله عليهما تقبلهما، ثم جعل الشيخ يبكي، فقال له: أبكى الله عينيك فو الله لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك، فنهض وهو يقول للناس:
أنتم العبيد بعد اليوم يا معشر العرب، قتلتم ابن فاطمة، وأمّرتم ابن