ابن زياد للناس: تميزوا أرباعا، فانطلق كل قوم إلى رأس ربعهم فنهض إليهم قوم قاتلوا مع مسلم فجرح مسلم جراحة، وقتل ناس من أصحابه، ولجأ إلى دار من دور كندة، فجاء رجل إلى محمد بن الأشعث وهو جالس عند ابن زياد فأخبره بذلك، فقال لابن زياد: إنه قال لي أن مسلما في دار فلان، فقال ائتوني به، فدخل عليه وهو عند امرأة قد أوقدت نارا فهي تغسل عنه الدم فقالوا له: انطلق إلى الأمير: فقال: عفوا؟ قالوا:
ما نملك ذلك. فانطلق معهم فلما رآه أمر به فكتّف. وقال: أجئت يا بن حلية لتنزع سلطاني؟ وأمر به فضربت عنقه، قال: وحلية أم مسلم بن عقيل، وهي أم ولد.
ثم أمر بأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة.
وأقبل الحسين وهو لا يشعر بشيء حتى لقي الأعراب فسألهم فقالوا:
والله ما ندري غير أنا لا نقدر على أن نخرج أو نلج، فانطلق يسير نحو الشام الى يزيد فلقيته الخيول بكربلاء فناشدهم الله، وكان بعث اليه عمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن نمير، فناشدهم الله أن يسيروه الى يزيد فيضع يده في يده، فقالوا: لا إلا على حكم ابن زياد.
وكان فيمن بعث اليه الحر بن يزيد الحنظلي فقال لهم: يا قوم لو سألتكم هذا الترك والديلم ما حلّ لكم أن تمتنعوا منه، فأبوا إلا أن يحملوه على حكم ابن زياد، فركب وصار مع الحسين، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم فقتل منهم رجلين ثم قتل.
وذكر أن زهير بن القين العجلي لقي الحسين وكان حاجا فأقبل معه.
قالوا: وأخرج اليه ابن زياد ابن أبي حويزة المرادي، وعمرو بن