حدثنا حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي عن أبي يعقوب عن عبد الملك بن عمير قال: لقد رأيت في قصر الكوفة عجبا، رأيت رأس الحسين بين يدي ابن زياد على ترس، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار على ترس، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب على ترس، ثم رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان على ترس.
وقال سراقة البارقي:
عين بكيّ بعبرة وعويل … واندبي إن ندبت آل الرسول
خمسة منهم لصلب عليّ … قد أبيدوا وسبعة لعقيل
قال المدائني: قتل الحسين والعباس وعثمان ومحمد لأم ولد بنو علي، وعلي بن الحسين وعبد الله وأبا بكر والقاسم بنو حسين، وعون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر، وعون وعبد الرحمن وعبد الله بن عقيل، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، ومحمد بن أبي سعد بن عقيل.
حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام عن حصين أن أهل الكوفة كتبوا إلى الحسين: إنّا معك ومعنا مائة ألف سيف، فبعث إليهم مسلم بن عقيل فنزل بالكوفة دار هانئ بن عروة، فبعث إليه ابن زياد فأتى فضربه بقضيب كان معه، ثم أمر فكتّف فضربت عنقه فبلغ ذلك مسلم بن عقيل فخرج في ناس كثير.
قال حصين: فحدثني هلال بن إساف قال: لقد تفرقوا عنه، فلما قلّت الأقوات قيل لابن زياد: ما نرى معه كبير أحد. فأمر فرفعت جرادي (١) فيها النار حتى نظروا فإذا ليس مع مسلم إلاّ قدر خمسين، فقال
(١) - الجرادي جمع جريدة، والجريدة سعفة طويلة رطبة أو يابسة، أو التي تقشر من خوصها. القاموس.