جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي، فكانا يختصمان. ثم مات جعفر بن الحسن بن الحسن فقام مقامه عبد الله بن الحسن بن الحسن، ثم جرى بين زيد وخالد (١) كلام بالكوفة فخرج هو وعبد الله بن الحسن وعمر بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عمر إلى هشام فلما عذب يوسف بن عمر طارقا غلام خالد بن عبد الله القسري، ادعى أن له عند زيد بن علي وعمر، ومحمد بن عمر، وداود بن علي بن عبد الله بن عباس مالا - وكان داود مع خالد بن عبد الله في أصحابه - وعند أيوب بن سلمة المخزومي ودائع وأموالا فكتب يوسف بذلك إلى هشام فحملهم هشام إليه ولم يحمل المخزومي لأن مخزوما أخواله.
وكان عمر مسنا فأمر بالرفق به، وكتب هشام الى يوسف: إن ثبت عليهم حق فخذهم به وإلا فلا تطالبهم بشيء، وسرح هشام معهم رجلا، فلما جمع بينهم وبين طارق قال: إنما التمست أن يكفّ عني العذاب الى أن يذهب الرسول ويحملوا. وما لخالد قبلهم شيء.
وقال عمر بن علي: كيف يودعنا من كان يلعننا؟ فخلى سبيلهم، فخرج محمد بن عمر وداود بن علي الى المدينة، وخرج زيد معهما، فاتبعه قوم من أهل الكوفة فدعوه الى أن يبايعوه، فرجع وأقام بالكوفة، فبلغ يوسف أمره فقال: لا أصدق به. لقد كلمت زيدا فرأيت ثمّ نبلا وعقلا ولم يكن ليفسد نفسه.
وبلغ هشاما مكان زيد بالكوفة وأنه يدعو الناس، فكتب الى
(١) - خالد بن عبد الله القسري - والي هشام على العراق.