للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاسم بن زبيد، وابن كناسة قالوا: كان زيد بن علي رضي الله تعالى عنه مع خالد بن عبد الله القسري في أصحابه في الكوفة، وخالد والي العراق.

وكان داود بن علي بن عبد الله بن العباس رضي الله تعالى عنهم مع خالد أيضا، فلما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق مكان خالد بلغه أن خالدا أودع زيد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم وداود بن علي بن عبد الله بن العباس مالا، فحلفا على ذلك فقبل يمينهما، وانصرفا إلى مكة فلقيهما نصر بن خزيمة العبسي فدعاهما الى الخروج فأجابه زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما، فقال داود لزيد: يا بن عم لا تفعل فإنهم يغرّونك ويسلمونك. قال عبد الله بن صالح في حديثه عن ابن كناسة، وأنشد داود:

أنا ابن بجدتهم (١) … علما وتجربة

فاسأل بسعد تجدني أعلم الناس

قالوا: فقال زيد: يا بن عم، كم نصبر لهشام؟ قال داود: نصبر يا أبا الحسين حتى نجد الفرصة. فقال: يا بن عم من أحبّ الحياة ذلّ.

ومضى داود لوجهه، ثم رجع الى الكوفة وقد صلب زيد فأراد انزاله فأدركته خيل يوسف فتركه، فقال له سلمة بن كهيل: إن أباك كان خيرا منك، وقد كان بايعه أكثر ممن بايعك، وكان اولئك خير من هؤلاء فامض لوجهك.

فلما أتى الى اليمامة كتب هشام الى يوسف إن سلمة كان خيرا لك بالمصر من عشرة آلاف دارع، وقد كان ينبغي لك أن لا تحول بينه وبين الشخوص عن الكوفة.


(١) - يقال هو ابن بجدتها للعالم بالشيء والدليل الهادي، ولمن لا يبرح عن قوله. القاموس.