للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفخذ فهو مثخن أيضا، فمات الشامي ومات نصر، وقد عرف مكانه فأتي به يوسف فأمر بصلبه.

وحدثني أبو مسعود الكوفي عن أبيه قال: اجتمع إلى زيد في أول ليلة أربعمائة، ثم أصبح وهم أقل من ثلاثمائة ثم لم تزل يثوب إليه العدة بعد العدة، ودعا نصر بن خزيمة قوما من قيس فتتام مع زيد ألف رجل فلقي بهم من لقي من أصحاب ابن ضبارة. وكانت وقعتهم بجبانة سالم، ويقال بغيرها.

قالوا: ولما قتل نصر بن خزيمة وأحاطت الخيول بزيد بن علي قال: إن القيام لهؤلاء الطغاة لغرر فلو لجأنا إلى الحيطان فجعلناها من وراء ظهورنا فلم يأتوا إلا من وجه واحد. فصوبه أصحابه فعطف برأس دابته. فناداه أهل الشام: يا بن أبي تراب، يا بن المنافق، يا بن السندية. إلى أين؟ فلما سمع زيد ذلك كر عليهم فكشفهم، فما رأى الناس قط فارسا أشجع منه، وقد كانوا على ذلك كالمتهيبين لقتله، وكانت مواقعته إياهم عند دار الرزق بالكوفة، فلما كان المساء رمي زيد بسهم في جبهته من يسارها، وذلك الثبت، ويقال في رجله.

وحدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده قال: تولى حرب زيد بالكوفة عبيد الله بن العباس الكندي والأصبغ بن ذؤالة الكلبي في جماعة بعث بهم إليه يوسف من الحيرة وكان بها وهو يومئذ على العراق، وكان الحكم بن الصلت بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي خليفته على الكوفة، فأهل الكوفة يقولون: رمى زيدا داود بن سليمان بن كيسان مولى بشر بن عمارة بن حسان بن جبار الكلبي، وكيسان صاحب الباب بدمشق