الهمداني قال: إني لواقف على رأس يوسف قبل قتل زيد إذ قال لي: يا بن عياش إن هذا الزاني ابن الزانية - يعني زيدا - قد خرج بأجمة سالم - وهو يريد جبانة سالم - فقلت: أصلح الله الأمير، أجمة سالم على خمسة عشر فرسخا من الكوفة وأكثر فلعله خرج بجبانة سالم. فقال: نعم ويحك. جبانة سالم.
قال: وبلغني أن على شرطته نصر بن سيار، قلت: نصر بن خزيمة العبسي، قال: نعم. فوجّه رسولا يأتيه بخبرهم فقال: قد استقبل نصر بن خزيمة أبا حفص عمر بن عبد الرحمن خليفة الحكم فقتله، قال: وكان يوسف دهره سكران من الخمر لا يفيق.
قالوا: ولما نادى زيد أهل المسجد ونودوا له فلم يخرج إليه أحد منهم انصرف إلى ناحية دار الرزق، فوجه يوسف إليه الخيول فجعلت تمر كردوسا كردوسا، ونادى مناديه: إن من جاء برأس الفاسق زيد بن علي فله ألف دينار. فقوتل أشد قتال وصبر أشد صبر.
وقدم عامر بن ضبّارة المري على يوسف، أمدّه به هشام حين بلغه أن زيدا بويع، ومعه ثمانية آلاف فانتدب رجل من أصحاب ابن ضبارة من أهل الشام فطلب المبارزة، فبرز له نصر بن خزيمة العبسي، فقال أهل الشام؛ من أنت؟ قال: نصر بن خزيمة العبسي. قال: ما أحد أبغض إلي من أن أصيبه منك، وكان قيسيا - فصاح به الشاميون: فعل الله بك وفعل، وأنّبوه وعيروه، فعطف على نصر فتشاولا ساعة، ثم ضرب كل واحد منهما صاحبه فأثبته، فرجع نصر مثخنا، ورجع الشامي وقد قطع نصر رجله من