إليهم، فخرج زيد معه يريد المسجد، فمر على دار خالد بن عرفطة وبلغ عبيد الله بن عباس الكندي، وكان قائدا من قواد يوسف بالكوفة، إقباله فخرج إليه في أهل الشام الذي كانوا بالكوفة، وأقبل زيد إليه فالتقوا على باب عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري فكاع صاحب لواء عبيد الله، وهو مولى يقال له سلمان، فقال له: احمل يا بن الخبيثة، فحمل حتى انصرف وقد خضّب لواؤه. ويقال إنهم التقوا بجبانة السبيع.
حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف قال: لما التقوا ضرب واصل الحناط الأحول عبيد الله بن عباس الكندي ضربة وقال: خذها وأنا الغلام الحناط. فقال: والله لأتركنك لا تكيل بقفيز بعدها، وحمل عليه فضربه، فلم يصنع شيئا وانهزم ابن عباس حتى انتهى الى دار عمرو بن حريث.
وجاء زيد ومن معه إلى باب الفيل، وجعل نصر بن خزيمة ينادي:
يا أهل المسجد اخرجوا من الذل إلى العز، ومن الضلالة إلى الهدى، اخرجوا إلى الدين والدنيا فإنكم لستم في واحد منهما.
وأشرف أهل الشام عليهم يرمونهم بالحجارة من فوق المسجد، وكانت بالكوفة يومئذ مناوشة في نواحيها، وكان منادي زيد ينادي بين يديه:
من ألقى سلاحه فهو آمن. وأمر أصحابه أن ينادوا بذلك، وعرض نساء من نساء أهل الكوفة على زيد أن يخرجن فيقاتلن معه فقال: قرن في بيوتكنّ فو الله فما ترجى رجالكم فكيف النساء. ليس على النساء ولا على المرضى قتال.
وحدثني حفص بن عمر العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش