للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وندب يوسف بن عمر بن الحكم لمحاربة زيد عبيد الله بن عباس بن يزيد الكندي، والأصبغ بن ذؤالة بن لقيم بن لجأ بن حارثة بن زامل الكلبي، وبعث يوسف لمحاربته أيضا: الريان بن سليمة الأراشي من بلي في القيقانية وهم ألفان وثلاثمائة، وهم من أهل السند يقال إنهم بخارية، لقبوا القيقانية. فلما كان من الغد يوم الأربعاء عبأ زيد أصحابه وعليه درع تحت قباء أبيض ومعه سيف ودرقة فجعل على ميمنته نصر بن خزيمة، وعلى ميسرته معاوية بن إسحاق الأنصاري، ثم خطب فذكر أبا بكر وعمر فترحم عليهما، وذكر عثمان وما أحدث، وذمّ معاوية وبني أمية ثم انحاز إلى جبانة الصائديين (١) من همدان، وبها خمسمائة فارس من أهل الشام، فحمل عليهم فهزمهم، وكان على فرس له جواد، فوقف على باب رجل ممن بايعه يقال له أنس بن عمرو فناداه يا أنس، قد ﴿جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ﴾ (٢)، فلم يجبه ولم يخرج إليه، فقال زيد: ما أخلقكم أن تكونوا فعلتموها فالله حسبكم.

ثم أتى زيد الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام كانوا بها فهزمهم وشلهم إلى المقبرة، ويوسف على تل مشرف ينظر إلى زيد وأصحابه وهو في مائتين فلو شاء قتل يوسف قتله، ولكنه صرف عنه.

ودعا زيد الناس بالكناسة وناشدهم فلم يجبه إلا رجلان أو ثلاثة، فقال لنصر بن خزيمة: أراها والله حسينية، فقال نصر: إنما علي أن أضرب بسيفي حتى أموت.

قالوا: وقال نصر لزيد إن الناس محصورون في المسجد فامض بنا


(١) - في رواية أخرى «الصيادين» (من هامش الأصل).
(٢) - سورة الاسراء - الآية:٨١.