ابراهيم وقال: أما والله إني لأبغضك. فقال: ما أحقك بذلك، ولم لا تبغضني وقد قتل جدي أباك، وناك عمي أمك، وأمه خولة بنت منظور.
وحدثني حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي عن معن بن يزيد الهمداني قال: لما استخلف سليمان بن عبد الملك أتاه أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وافدا في عدة من الشيعة منهم أبو ميسرة، وأبو عكرمة مولى قريش، وحيان خال ابراهيم بن سلمة، وغيرهم. وكان محمد بن الحنفية حين حضرته الوفاة أوصى إليه وقلده أمر الشيعة والقيام بشأنهم، فلما دخل عليه استبرع بيانه وعقله، وقال: ما أظن هذا إلاّ الذي يحدّث عنه. فأجازه وقضى حوائجه ثم شخص، فبعث سليمان معه دليلا وأمره أن يخدمه فحاد به عن الطريق، وقد أعدله أعرابيا في خباء ومعه غنم له ومعه سم، فوافاه وقد كاد العطش يأتي عليه، فاستسقى من الأعرابي فسقاه لبنا قد جعل فيه ذلك السم، فلما شربه مرض، فمال إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وهو بالحميمة، فمات عنده.
وحدثني أبو مسعود الكوفي عن عوانة قال: قدم أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية على سليمان بن عبد الملك فبرّه وأكرمه، ثم صرفه واعدّ له في طريقه أعرابا في أخبية، وعندهم أغنام لهم، ووجه معه رجلا من خاصته ينزله ويقوم بحوائجه، فلما صار إلى الأخبية عرض عليه لبنا وقد اشتد عطشه، فدعا الرجل له به فأتي بشيء منه في قدح نطار (١) فألقى فيه سما دفعه سليمان إليه وأبو هاشم لا يدري، فلما شربه أحس بالسم فعدل إلى الحميمة
(١) - الناطور حافظ الكرم والنخل، والنطار: الخيال المنصوب بين الزرع. القاموس.