للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سجن دمشق، ثم حوّل من السجن إلى دار حتى قدم علي بن الحسين بن علي على الوليد وكان مرضيا عندهم، فكلمه فيه فأطلقه وأنزله في قصره، فكان يسمر عنده، فقال له ليلة من الليالي: لقد أسرع إليك الشيب يا أبا البنات، وكان أكثر ولده بنات. فقال له: أتعيرني بالبنات وقد كان نبي الله لوط، ونبي الله شعيب، ومحمد نبي الله صلّى الله عليهم آباء بنات، فغضب الوليد وقال: إنك لألد (١)، وأمره أن يرحل عنه فرحل يريد المدينة، فلما كان بالبلقاء مرض فمال إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فتوفي عنده وأوصى إليه.

المدائني عن غسان بن عبد الحميد قال: وفد أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية على سليمان بن عبد الملك فوصله، ثم تجهز فقدّم ثقله، وأتى سليمان ليودعه فحبسه سليمان حتى تغدى عنده في يوم شديد الحر، فخرج نصف النهار وقد عطش عطشا شديدا فمر بأخبية، فعدل إلى خباء منها فاستسقى فسقي ففتر وسقط، فأرسل رسولا إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وقال له: ان هذا الأمر أمر أنت أوّل من يقوم به ولولدك آخره.

المدائني قال: كان ابراهيم بن محمد بن طلحة أخا الحسن بن الحسن لأمه وكان جلدا فغلب على الأموال التي لبني الحسن فشكوا ذلك لأبي هاشم بن محمد بن الحنفية، فإنه لعند هشام بن اسماعيل المخزومي، وهو والي المدينة، اذ دخل ابراهيم بن محمد بن طلحة، فقال أبو هاشم: أصلح الله الأمير، إن أردت الظالم الظالع فهذا، وكان ابراهيم أعرج، فأغلظ له


(١) - الألد: الخصم الشحيح الذي لا يزيع إلى الحق. القاموس.