يا غوثتا بالله يا غوثتا بالله. وقال: إن رأيتم منه ما تحبون حمدتم الله على ذلك، وإن رأيتم منه تقصيرا فاعلموا الناس ما جاء بكم، والحال التي تركتمونا عليها.
فلما قرأ المختار الكتاب دعا أصحابه فقرأه عليهم، فوثب جميع من في القصر يبكون ويضجون ويقولون للمختار: سرّحنا إليه وعجّل، فخطب المختار الناس وقال: هذا كتاب مهديكم وصريخ أهل بيت نبيكم ومن معه من إخوانكم وقد تركوا محظورا عليهم حظار كزرب الغنم ينتظرون القتل والتحريق في آناء الليل ونارات النهار، لست بأبي إسحاق إن لم أنصرهم نصرا مؤزرا وأسرّب إليهم الخيل آثار الخيل كالسيل يتلوه السيل حتى يحل بابن الكاهلية الويل - يعني بابن الكاهلية عبد الله بن الزبير وذلك أن أم خويلد أبي العوام زهرة بنت عمرو بن حنثر من بني كاهل بن أسد بن خزيمة-.
وأنفذ المختار جواب كتاب ابن الحنفية مع محمد بن نشر والطفيل بن أبي الطفيل عامر بن واثلة، واحتبس قبله أبا المعتمر وهانئ بن قيس ليسرح معهما جيشا.
ثم وجه أبا عبد الله بن عبد من ولد وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان - وهو الذي يعرف بأبي عبد الله الجدلي، لأن أم عدوان بن عمرو بن فهم بن عمرو، يقال لها جديلة فهم ينسبون إليها - في سبعين راكبا، وعقبة بن طارق الجشمي في أربعين راكبا، ويونس بن عمرو بن عمران الجابري في أربعين راكبا، وكان يونس قد رجع إلى الكوفة قبل شخوص هؤلاء الأربعة النفر، فسار هؤلاء المائة والخمسون