للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينا رسول الله بأجياد إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء، يصيح: «يا محمد، أنا جبريل». فذعر رسول الله ، ورجع سريعا إلى خديجة، فقال: إني لأخشى أن أكون كاهنا، قالت: كلا يا بن عم، لا تقل ذاك، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة وإن خلقك لكريم.

- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن معمر بن راشد، ومحمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة. فكان لا يرى رؤيا إلا كانت مثل فلق الصبح. وحببت إليه الخلوة. فكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - والتحنث التعبد والتبرّر - ويمكث الليالي قبل أن يرجع إلى أهله. ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، وعرض له جبريل ليلة السبت وليلة الأحد، ثم أتاه بالرسالة يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، ورسول الله ابن أربعين سنة.

- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

كانت قريش إذا دخل رمضان، خرج من يريد التحنث منها إلى حراء، فيقيم فيه شهرا، ويطعم من يأتيه من المساكين. حتى إذا رأوا هلال شوال، لم يدخل الرجل على أهله حتى يطوف بالبيت أسبوعا. فكان رسول الله يفعل ذلك (١).


(١) - طبقات ابن سعد ج ١ ص ١٩٠ - ١٩٥، ويطوف بالبيت اسبوعا: أي سبع مرات.