للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: حدثني أبو ميسرة:

أن النبي كان أول ما بعث، يدعى: «يا محمد»، ولا يرى شيئا غير أنه يسمع الصوت، فيهرب منه في الأرض، قال: فذكر ذلك لخديجة ابنة خويلد، وقال: خشيت أن يكون قد عرض لي أمر، قالت:

وما ذاك؟ قال: إذا خلوت: دعيت فأسمع صوتا ولا أرى شيئا فقد خشيت، قالت: ما كان الله ليفعل بك سوءا؛ إنك لتصدق الحديث، وتصل الرحم، وتؤدي الأمانة. ثم إنّ خديجة قالت لأبي بكر الصديق:

انطلق مع محمد إلى ورقة بن نوفل، فإنه رجل يقرأ الكتب، فليذكر له ما يسمع، فانطلقا، حتى أتيا ورقة، فقال له النبي : إني إذا خلوت دعيت «يا محمد»، فأسمع صوتا ولا أرى شيئا، قال له ورقة: ليس عليك بأس؛ فإذا دعيت فاثبت، حتى تسمع ما يقال لك.

فتثبت للصوت، فقال له: قل: «بسم الله الرحمن الرحيم».

فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. فأعادها عليه ثلاث مرات. ثم قال: قل «الحمد لله ربّ العالمين»، ثلاث مرات، حتى ختمها، فقال له: قل «آمين».

ثم رجع النبي إلى ورقة، فذكر له ذلك، فقال: أشهد أنك النبي الذي بشر به عيسى بن مريم، وأنك الذي نجد في الكتاب، وإنك لنبي مرسل، ولتؤمرن بالقتال، ولئن طالت بي الحياة، لأقاتلن معك.