للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الانصار ليلة العقبة، على قبه (١) وقريش تطلبه، وأسلمت أمّ الفضل فكانت ثالثة، أو قال ثانية النساء بعد خديجة، وكان العباس يهاب قومه فيكتم اسلامه وكان ذا مال متفّرق على قريش وكان يحامي على مكرمته ومكرمة بني عبد المطلب من السقاية والرفادة ويخاف خروجهما من يده، فخرج مع المشركين يوم بدر وأطعم تجلّدا مع المطعمين، وكان يكتب إلى رسول الله بخبر المشركين، فكتب إليه بخبرهم وما أعدّوا له يوم أحد وحذرّه إياهم كيلا يصيبوا غرتّه.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله قال: كتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله عند خروج المسلمين إلى بدر يعلمه السبب الذي خرج له من مداراة قريش وأنه غير مقاتل مع المشركين وإن أمكنه أن ينهزم بهم ويكسرهم فعل، فلما أسر يوم بدر بعث إلى رسول الله أن ألزمني من الفداء أغلظ ما يؤخذ من أحد؛ وكان كتابه من مكة مع رجل من بني كنانة ومعه كتابه إلى رسول الله باستعداد قريش لغزوه يوم أحد إشفاقا من أن يصيبوا غرّته، وبلغه فتح خيبر فأعتق غلاما له يكنى أبا زبيبة.

قالوا: وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله يوم حنين، ويقال بحكمته، وأقبل يومئذ نفر من بني ليث من كنانة يريدون رسول الله فدنا منه أحدهم فاحتضنه العباس وأحدق به موالي رسول الله، فقال العباس لأقرب الموالي منه: اضرب ولا تتّق مكاني ولا تبل أيّنا قتلت، فقتل


(١) - قب القوم يقبون: صخبوا في الخصومة.