للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جفنة العباس لتدور على فقراء بني هاشم وإنّ سوطه وقدّه معه لسفهائهم، يطعم الجائع ويؤدّب السفيه، وقال الزهري: هذا والله السّؤدد.

قال إبراهيم بن علي بن هرمة:

وكانت لعباس ثلاث يعدّها … اذا ما شتاء الناس أصبح اشهبا

فسلسلة تنهى الظلوم وجفنة … تباح فيكسوها السنام المرعّبا

وحلّة عصب ما تزال معدة … لعار ضريك ثوبه قد تهبّبا (١)

حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده عن أبي صالح عن رجل من أهل المدينة قال: كنت عند الحسين بن علي فأتاه رجل فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من عند عبد الله بن عباس فأطعم طعامه وأيطب كلامه، فقال الحسين: إن أباه كان سيد قريش غير مدافع، وإن رسول الله قال: «يا بني هاشم أطعموا الطعام وأيطبوا الكلام»، فأخذها والله العباس وولده.

حدثني أبو حسان الزيادي، حدثنا موسى بن داود عن الحكم بن المنذر عن عمر النخعي عن أبي جعفر قال: أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلّة وهو أبيض له ضفيرتان، فلما رآه النبي تبسّم، فقال له:

يا رسول الله ممّ تبسّمت؟ قال: «من جمالك يا عم»، قال: وما الجمال في الرجل بأبي أنت وأمي قال: «اللسان». قال أبو جعفر، يقول: أعجب من بيانك ولسنك (٢).


(١) - ديوان ابراهيم بن هرمة - ط. دمشق ١٩٦٩ ص ١٣ - ١٤.
(٢) - في هامش الاصل: بلغ العرض، لله كل حمد وفضل وافضال.