للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني هشام بن عمّار قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: قرئ علينا كتاب أبي جعفر أمير المؤمنين يذكر فيه سابقة جده العباس فقال فيه:

ومن ذلك أنه جهز في جيش العسرة بثمانين ألف درهم.

حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله، أن غلاما للعباس بن عبد المطلب يقال له كلاب قدم على رسول الله المدينة بألطاف بعث بها إليه عمّه العباس، وكان رسول الله قد شكا القيام على رجليه، وكان كلاب نجارا مجيدا، فأمره فعمل له منبره من أثل (١) الغابة درجتين ومقعدا وذلك قبل فتح مكة.

وحدثنا وهب بن بقيّة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو أمية بن يعلى عن سالم أبي النضر قال: لما كثر المسلمون على عهد عمر ضاق بهم المسجد، فاشترى عمر ما حوله من الدور إلاّ دار العباس وحجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس: يا أبا الفضل إن المسجد قد ضاق وقد ابتعت ما حوله من المنازل لأوسّع بها على المسلمين مسجدهم إلاّ دارك وحجر أمهات المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها، وأما دارك فإما أن تبيعنيها بما شئت من بيت المال، وإما أن أخطك خطة حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين، وإما أن تتصدق بها على المسلمين فتوسّع بها مسجدهم، فقال العباس: لا ولا واحدة منها، فقال عمر:

أنت أعلم، اذهب فلن أعرض لك في دارك، قال العباس: أما إذا قلت هذا فإني قد تصدّقت بها على المسلمين، فخطّ له عمر داره التي هي له اليوم، وبناها من مال المسلمين.


(١) - الأثل: شجر واحدته أثلة. القاموس.