للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روي أنه لقي النبي بالسّقيا فلم يفارقه حتى دخل معه مكة ففتحها، ثم انصرف معه إلى المدينة. وكان العباس وهب رسول الله غلامه أبا رافع، ورسول الله بمكة، فلمّا قدم على رسول الله بشّر أبو رافع رسول الله بقدومه معلنا لإسلامه فأعتقه.

وحدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي السائب المخزومي عن أبيه قال: كان العباس أكرم قريش: له ثوب لعاريهم، وجفنة لجائعهم، ومقطرة لجاهلهم؛ وكان في الجاهلية نديما لأبي سفيان، فجاور رجل من بني سليم رجلا لم يحمد جواره، فقال له عباس بن مرداس السلمي:

إن كان جارك لم تنفعك ذمّته … حتى سقيت بكاس الذلّ أنفاسا

فأت القباب فكن من أهلها سددا … تلقى ابن حرب وتلقى المرء عباسا

قرمي قريش وحلاّ في ذوائبها … بالمجد والحزم ما حازا وما ساسا

ساقي الحجيج وهذا ما جد أنف … والمجد يورث أخماسا وأسداسا (١)

وحدثني بكر بن الهيثم، حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كان أبي أبيض بضّا رجل الشعر (٢)، حسن اللحية في رقة، تام القامة رحب الجبهة أهدب الأشفار، أو قال اوطف، أقنى الأنف عظيم العينين سهل الخدين بادنا جسيما، وكان قبل أن تكبر سنّه ذا ضفيرتين، وكفّ بصره قبل موته بخمس سنين، وقد كان خضب ثم ترك الخضاب.


(١) - للعباس بن مرداس ترجمة في الأغاني ج ١٤ ص ٣٠٢ - ٣٢٠ ووردت هذه الأبيات في ج ١٧ ص ٢٨٨ مع فوارق واضحة.
(٢) - شعر رجل: بين السبوطة والجعودة. القاموس.