للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألم تكن الرؤيا بحقّ أتاكم … بتأويلها فلّ من القوم هارب

أتى فأتاكم باليقين الذي رأى … بعينيه ما تفري السيوف القواضب

فقلتم، ولم اكذب، كذبت وانّما … يكذّبني بالصدق من هو كاذب

وسمعت أن العباس قال لأبي جهل، حين قال لنكتبن عليكم كتابا أنكم أكذب العرب: يا مصفّر استه، أنت أولى منّا بالكذب (١).

وأنشدني بعض قريش شعرا ذكر أنه قاله ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ويقال غيره:

يا قوم كيف رأيتم … تأويل رؤيا عاتكه

قلتم لها يا آفكه … جهلا وما هي آفكه

حتى بدا تأويلها … بكداء غير متاركه

خصّت وعمّت معشرا … أرحامهم متشابكه

هلكوا ببدر كلهم … فابكوا النفوس الهالكه

قالوا: ولما كانت عمرة القضاء، وقدم رسول الله مكة، زوّجه العباس ميمونة بنت الحارث اخت امرأته أمّ الفضل لبابة بنت الحارث.

حدثني بكر بن الهيثم، حدثنا عبد الله بن صالح المصري عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: خرج العباس من مكة مجاهرا باسلامه فلقي النبي بذي الحليفة وهو يريد مكة، فأمره أن يمضي ثقله إلى المدينة ويكون هو معه وقال: «هجرتك يا عم آخر هجرة كما أن نبوّتي آخر نبوة».


(١) - سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٤٣.