ابن الزبير: وما أنت وهذا؟ إنك أعمى، أعمى الله قلبك، قال ابن عباس: بل أعمى الله قلبك، قال ابن الزبير: والله ما أنت بفقيه، فقال ابن عباس: والله لأنا أفقه منك ومن أبيك، فلما خرج قال لقائده: من عنده؟ قال: ابنته وامرأته، قال: فهلا أخبرتني، فو الله لو علمت ما أسمعتهما شتمه؛ قال: ثم أرسل اليه ابن الزبير أبا قيس الزرقي بأنّا لسنا باوّل ابني عمّ استبّا، فاكفف عنى وأكفّ عنك، قال ابن عباس: ان كفّ كففت، وإن أذاع أذعت.
قال ابن جريج: قال ابن أبي ملكية: وكان بينهما شيء، فغدوت على ابن عباس فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير فتحل حرم الله؟ فقال: معاذ الله، إن الله كتب بني أمية وابن الزبير محلّين، وإني والله لا أحلّه أبدا، قال الناس: بايع لابن الزبير، فقلت: وأنّى بهذا الأمر عنه، أما أبوه فحواريّ رسول الله ﷺ، وأما جدّه فصاحب الغار، يعني أبا بكر، وأما أمه فذات النطاق، وأما خالته فعائشة أم المؤمنين، وأما عمته فخديجة زوج النبي ﷺ، وأما عمّة رسول الله ﷺ صفية فجدته، ثم عفيف في الاسلام قارئ للقرآن، والله لأحاسبنّ نفسي له محاسبة ما حاسبتها لأبي بكر ولا عمر؛ ان ابن أبي العاص برز يمشي القدميّة - يعني عبد الملك - وإنه لوى ذنبه، يعني ابن الزبير.
المدائني عن ابن مجالد عن أبيه عن الشعبي، أن ابن الزبير قال لابن عباس: قاتلت أم المؤمنين وحواريّ رسول الله، وأفتيت بتزويج المتعة، فقال: أما أم المؤمنين فأنت أخرجتها وأبوك، وبنا سميت أم المؤمنين وكنّا لها بخير بنين، فتجاوز الله عنها، وقاتلت أنت وأبوك عليّا، فإن كان علي مؤمنا