للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني حفص بن عمر العمري عن الهيثم بن عدي عن عوانة قال:

لقيت عجوز من قريش عليّ بن عبد الله بن عباس فشكت اليه الخلة فأمر غلامه فأعطاها مائتي دينار، فقالت: جعلني الله فداك أنت كما قالت أمّ جميل بنت حرب بن أميّة:

زين العشيرة كلها … في البدو منه والحضر

وكريمها في النائبات … وفي الرّحال وفي السّفر

ضخم الدسيعة ماجد … يعطي الجزيل بلا كدر (١)

وحدثني أبو عدنان، حدثنا ابن الكلبي عن أبيه محمد بن السائب قال: ساير علي بن عبد الله، الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، فأصاب ساقه ركاب عليّ فقال: سبحان الله ما رأيت أحدا يساير الناس بمثل هذا الركاب؛ فقال علي: إنه من عمل قين لنا بمكة، يعرض بالعاص بن هشام حين أسلمه ابو لهب بن عبد المطلب قينا (٢).

قال ابو عدنان: وأخبرني الهيثم بن عدي ومعمر بن المثنى، قالا:

لاعب العاص بن هشام أبا لهب على إمرة مطاعة فقمره ابو لهب فجعله قينا، ثم لا عبه فقمره ايضا فبعث به مكانه يوم بدر بديلا فقتله عمر بن الخطاب.

وفي الحارث بن خالد بن العاص يقول الشاعر:

أبا فاضل ركب علاتك والتمس … مكاسبها إن اللئيم كسوب

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جدّه قال: لم يزل علي بن عبد الله بن عباس أثيرا عند عبد الملك بن مروان كريما عليه حتى


(١) - الدسيعة: الجفنة، والأبيات والحكاية في أخبار الدولة العباسية ص ٣٨٠.
(٢) - في هامش الأصل «القين: الحداد».