للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلق عبد الملك أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فتزوجها عليّ فتغّير له وثقل عليه، فبسط لسانه بذمّه وقال: إنما صلاته رياء؛ وكان الوليد بن عبد الملك يسمع ذلك من أبيه، فلما ولي أقصاه وعابه وتجنّى عليه حتى ضربه وسيّره.

حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده قال: كانت لعبد الله بن عباس جارية صفراء مولدة تخدمه، فواقعها مرة ولم يطلب ولدها فاغتنمت ذلك واستنكحت عبدا من عبيد أهل المدينة، فوقع عليها حتى حبلت وولدت غلاما، فحدّها عبد الله بن عباس واستعبد ولدها وسماه سليطا، فنشأ ظريفا جلدا، ولم يزل يخدم علي بن عبد الله وشخص معه إلي الشام فكان له من بني أميّة موقع ومن الوليد بن عبد الملك خاصّة، فادّعى انه ابن عبد الله بن عباس ودسّ اليه الوليد - لما كان في نفسه على علي بن عبد الله - أن خاصم عليّا، فخاصمه واحتال شهودا على إقرار عبد الله بأنه ابنه، فشهدوا له بذلك عند قاضي دمشق، وعرّف الوليد قاضيه رأيه في تثبيت نسب سليط، فتحامل معه على عليّ وألحقه بعبد الله بن عباس، وكان الوليد شرّيرا، ثم إن سليطا جعل يخاصم علي بن عبد الله في الميراث حتى لقي منه غما وأذى؛ وكان مع علي رجل من ولد أبي رافع مولى رسول الله يقال له عمر الدنّ لم يزل منقطعا إليه، فقال لعليّ يوما: ألا أقتل هذا الكلب ابن الكلب وأريحك منه؟ فزبره عليّ وقال: هممت والله ان لا تدخل لي رحلا، ولا اكلمك بذات شفة أبدا. ثم إن عليا رفق بسليط حتى كفّ عنه، فإنه لفي بستان له يدعى الجنينة على فرسخ من دمشق، ومساحة البستان أربعة أجربة أو أشفّ، إذ أتى عمر الدّن ومعه سليط فجعلا يخدمان