عليّا حتى أكل وقام يصلي، ثم انحاز عمر بسليط إلى ناحية من البستان فجعلا يأكلان من الفاكهة، وجرى بينهما كلام فوثب الدّن على سليط بصخرة فدمغه بها وحفر له فدفنه وأعانه على دفنه مولى لعليّ يقال له فايد أبو المهنّا، ويقال عروة أبو راشد، ثم عفّيا موضع قبره، وهرب الدّن وصاحبه الذي أعانه وعليّ مقبل على صلاته لا يعلم بشيء مما كان، وكان لسليط صاحب قد عرف دخوله البستان فطلبه فلم يجده، فصار إلى أمّ سليط فأخبرها بأنه دخل البستان ولم يخرج منه، وافتقد عليّ الدن وصاحبه وسليطا فلم يجد منهم أحدا، وخرج من البستان وقد أتي بدابته فركبها وهو يسأل عن الدنّ وصاحبه وسليط، وغدت أم سليط إلى باب الوليد مستعدية على عليّ فأتى الوليد من ذلك ما أحبّ واراد، فدعا بعلي بن عبد الله وسأله عن خبر سليط فحلف انه لا يعلم من خبره شيئا بعد قيامه للصلاة، وأنه لم يأمر فيه بأمر، فسأله احضار عمر الدن، فحلف أنه لا يعرف موضعه، فوجه الوليد إلى الجنينة من سرّح فيها الماء، فلما انته إلى موضع الحفرة التي دفن فيها سليط دخلها فانخسفت، فأمر الوليد بعلي بن عبد الله فأقيم في الشمس، وجعل على رأسه الزيت، وضربه ستين أو أحدا وستين سوطا، وألبسه جبّة صوف وحبسه ليخبره خبر سليط ويدله على الدنّ وصاحبه؛ وكان يخرج في كل يوم فيقام في الشمس، وكان عباد بن زياد له صديقا، فجاءه فألقى عليه ثيابه، وكلم الوليد في أمره فأمر أن يسير إلى دهلك، وهي جزيرة في البحر، فكلمه سليمان بن عبد الملك فيه وسأله ردّه، فأرسل من يحبسه حيث لحقه. ثم كلم الوليد عباد بن زياد في عليّ وقال: انه ليس بالفلاة موضع، فأذن له فنزل الحجر، فلم يزل بالحجر حتى هلك الوليد سنة ست