للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسعين وولي سليمان بن عبد الملك فردّه إلى دمشق. وكان علي يروي في نزول الشراة أثرا فانتقل إليها.

وحدثني هشام بن عمار، حدثنا مشايخنا قالوا: تولى ضرب علي بن عبد الله بين يدي الوليد أبو الزعيزعة البربري مولاه فجزع فقال له مولى له يكنى أبا نزار: لا تجزع، فقال: إن كرام الخيل تجزع من السوط؛ ثم قال: لا تساكنّي، فنزل الشراة.

وقال الهيثم بن عدي: ضربه خمسمائة سوط وقال: لا تساكنّي، فنزل الحميمة (١).

وحدثني أبو مسعود الكوفي ابن القتّات عن اسحاق بن عيسى بن علي عن أبيه، قال: كان الوليد بن عبد الملك ينتقص علي بن عبد الله ويشتمه، فرأى عبد الملك أباه في منامه يقول له: يا هذا ما تريد من علي بن عبد الله فقد ظلمته، والله لا يبتزكم أمركم ولا يسلب ملككم إلا ولده، فازداد بذلك بغضة له وحنقا عليه، فلما ضربه كتب إلى الآفاق يشنع عليه ويقول إنه قتل أخاه.

قال أبو مسعود: وكان مما عدده المنصور أمير المؤمنين على أبي مسلم أن قال: وزعمت أنك ابن سليط، فلم ترض حتي نسبت إلى عبد الله غير ولده، لقد ارتقيت مرتقى صعبا.

وقالوا: لما فرغ مسلم بن عقبة المري من أمر الحرة أخذ الناس بأن يبايعوا ليزيد بن معاوية على انهم عبيد قنّ، وبعث إلى علي بن عبد الله وهو


(١) - انظر أخبار الدولة العباسية ص ١٤٩ - ١٥٠.