يومئذ بالمدينة، وذلك قبل موت أبيه عبد الله بن عباس بأربع سنين، فمر في العسكر بفسطاط على بابه جماعة فسأل عن صاحبه فقيل له: هذا الحصين بن نمير السكوني، فقال لمولى له: ائته فأخبره بمكاني، فأتاه فقال له: ان ابن اختك علي بن عبد الله وقد أخرج من منزله يراد به مسلم بن عقبة، فأرسل ناسا فانتزعوه من أيدي الحرس فجاذبوهم فقال الحصين:
ميلوا عليهم بالسياط، فضربوا حتى فرّوا، وانطلق الحصين معه إلى مسلم حتى بايعه ليزيد كما يبايع السلطان، ثم انصرف.
المدائني عن أبي الوليد القرشي عن أبي نزار مولى علي بن عبد الله قال:
كنت مع علي بن عبد الله يوما وعنده ابنه محمد بن علي وأبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب، فقال: يا أبا هاشم إن أهل المغرب يؤمّلونك، وقال لابنه محمد: إن أهل المشرق يؤمّلونك، ثم نظر إلى حمار بين شجرتين فقال: والله لا تليان حتى يلي هذا الحمار، كبرتما عن تبيّن صاحب هذا الأمر.
وقال الواقدي: توفي علي بن عبد الله في سنة ثماني عشرة ومائة وله ثمان وسبعون سنة وإنه لمعتدل القناة.
وقال الهيثم بن عدي: توفي علي بن عبد الله بالحميمة من عمل دمشق في سنة سبع عشرة ومائة وله ثمان وسبعون سنة، وذلك في أيام هشام بن عبد الملك.
وقال أبو اليقظان: مات بالحميمة في سنة سبع عشرة ومائة وقد بلغ ثمانين سنة.