قالوا: وكانت الشيعة تروي أن الامام محمد بن علي، فيظن أنه ابن الحنفية، فلما مات ابن الحنفية قالوا: الامام ابنه عبد الله بن محمد بن علي، وهو أبو هاشم، فلما سمّم أبو هاشم في طريقه وهو يريد الحجاز عدل إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بالحميمة فأوصى إليه وأعطاه كتبه وجمع بينه وبين قوم من الشيعة، فقال: إنا كنا نظن أن الإمامة والأمر فينا فقد زالت الشبهة وصرح اليقين بأنك الإمام والخلافة في ولدك، فمال إليه الناس فثبتوا إمامته وإمامة ولده.
حدثنا أبو مسعود الكوفي، حدثني بعض آل خالد بن عبد الله القسري قال: لم يكن خالد يشك في إمامة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فكان إذا بعث إلى وجوه الناس بالهدايا مع ما يبعث به إلى هشام، بعث إلى محمد بن علي بدنانير، فبعث اليه مرّة من المرات بثلاثة آلاف دينار ولم يبعث بغير ذلك كراهة الشّهرة، وكتب إليه كتابا عنوانه: من خالد بن عبد الله إلى محمد بن علي، وفي باطنه: لأبي عبد الله أصلحه الله من خالد بن عبّد الله، فقال محمّد: وصل الله أبا الهيثم وحفظه فو الله مازال يبرّنا مذ ولي.
وحدثني الحسن بن علي الحرمازي عن أبي سليمان مولى بني هاشم قال: كان الخراسانيون الذين قدموا لطلب الامام يقولون: هذا أمر لا يصلح الا لذي شرف ودين وسخاء، فتبعه قوم لشرفه وآخرون لدينه وآخرون لسخائه، وأتوا رجلا من ولد علي بن طالب فدلّهم على محمّد بن علي بن عبد الله وقال: هو صاحبكم وهو أفضلنا فأتوه.
وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال: أن محمد بن علي اختار خراسان وقال: لا أرى بلدا إلاّ وأهله يميلون عنا إلى غيرنا، أمّا أهل