الكوفة فميلهم إلى ولد علي بن أبي طالب، وأما أهل البصرة فعثمانية، وأما أهل الشام فسفيانية مروانية، وأما أهل الجزيرة فخوارج، وأما أهل المدينة فقد غلب عليهم حبّ أبي بكر وعمر، ومنهم من يميل إلى الطالبيّين، ولكن أهل خراسان قوم فيهم الكثرة والقوة والجلد وفراغ القلوب من الأهواء، فبعث إلى خراسان، وقد كان أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية سمّى له قوما من أهل الكوفة.
وحدثني حفص بن عمر العمري عن الهيثم بن عدي عن معن بن يزيد، وحدثني محمد بن الأعرابي عن بعض ولد قحطبة قالوا: قدم على محمد بن علي ناس من أهل خراسان من الشيعة بعد مولد أبي العباس، فأخرجه إليهم في خرقة وقال: هذا صاحبكم الذي يتم الأمر على يده، فقبلوا أطرافه.
وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي، والمدائني عن ابن فايد وغيره، وأبو اليسع الأنطاكي عن أشياخه قالوا: كانت ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي عند عبد الله بن عبد الملك بن مروان فمات عنها فتزوجها بعده الحجاج بن عبد الملك بن مروان فطلقها، فقدم محمد بن علي بن عبد الله من الشراة وهو يريد الصائفة فسأل عمر بن عبد العزيز، وهو يومئذ خليفة، ان يأذن له في تزوجها، فقال: ومن يمنعك رحمك الله من ذلك إن رضيت، هي أملك بنفسها، فتزوجها بحاضر قنسرين في دار طلحة بن مالك الطائي، واشتملت على أبي العباس وولدته في سنة مائة، وقيل في سنة إحدى ومائة.