المدائني عن الحسن بن رشيد ويحيى بن الطفيل، أن الامام محمد بن علي قال: لنا ثلاثة أوقات: موت الطاغية يزيد، ورأس المائة، وفتق بإفريقية، فعند ذلك يدعو لنا الدعاة ثم يقبل أنصارنا من المشرق حتى يوردوا خيولهم أرض المغرب ويستخرجوا ما كنز الجبارون فيها، فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية، وانتقضت البربر، بعث رجلا إلى خراسان فأمره أن يدعوا إلى الرضا من آل محمد ولا يسمّي أحدا، ومثّل له مثالا يعمل به، فأجابه ناس، فلما صاروا سبعين جعل منهم اثني عشر نقيبا.
وحدثت عن أميّة بن خالد البصري عن أبيه عن وضاح بن خيثمة قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز دفع إليّ يزيد بن أبي مسلم فحبسته، فنذر دمي، ووليّ إفريقية وكنت بها فجعلت أتفارّ منه، ثم إنه ظفر بي فقال: طال ما نذرت دمك، قلت: وأنا والله طال ما استعذت بالله منك، قال: فو الله ما أعاذك، والله لو ان ملك الموت يسابقني إلى قبض روحك لسبقته، قال: وأمر بالنطع فبسط وكتّفت وقدم السيف لتضرب عنقي، وأقيمت صلاة العصر فوثب ليصلي، فو الله ما فرغ من صلاته حتى قطع إربا إربا ثم جاءوا فحلّوا كتافي. قال: وكان جنده من البربر فوسمهم على أيديهم، في إحدى يدي الرجل اسمه وفي الأخرى حرسيّ، وأساء سياستهم فوثبوا فقتلوه.
حدثني أبو حفص الشامي عن أبيه عن أبي معن الكدادي قال: مرّ قوم من سفهاء بني أميّة بالحميمة فتكلموا في محمد بن علي وولده بكلام قبيح، فقال محمد بن علي: دعوهم فربما كان السكوت جوابا والحلم أبلغ في