فقراء الخريبة، وانصرف، فجعل عبد الله بن علي يقول: ما لنا ولعطاء السّليمي.
وحدثت أن سليمان بن علي أعتق خلقا، كان يعتق في كل عشية عرفة مائة نسمة، فهم متفرقون بالبصرة، فإذا كانت كتب لعطاء: اكتبوا في الموالي، وكانوا يشترون له في سائر السنة فإذا كان ذلك اليوم أعتقهم، ويقال إنه أنفق في الموسم في صلات قريش والأنصار وسائر الناس في الصّدقات خمسة آلاف ألف درهم، ويقال ألف ألف درهم. وتوفي في سنة أثنتين وأربعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة وصلى عليه عبد الصمد بن علي.
وقال أبو نخيلة (١) في سليمان بن علي:
جاورت بالبصرة قرما ماجدا … أمسى لسادات الرجال سائدا
بنو علي فرّجوا الشدائدا … أكرم بهم وبعليّ والدا
يا خير خلق مقدما وصافدا
في أبيات. وقال أبو القوافي الاعرابي يمدح سليمان في أرجوزة طويلة:
يطلبن بالمدح عجالا شرّبا … جدوى سليمان فلا مستجدبا
خير قريش من قريش منصبا … وخيرها خالا وعمّا وأبا
وخير ذي قربى لمن تقربا
ومدحه رؤبه وغيره.
قالوا: وكان المنصور جعل لسليمان جميع ما يجتبي من عمله، فكان يقسم في السنة أموالا عظاما.
(١) - أبو نخيلة اسمه لا كنيته، ترجم له صاحب الأغاني ج ٢ ص ٣٩٠ - ٤٢٢.