فقال: أذكرتموني أمره ودعا به فضرب عنقه، قال عبثر: فزعموا أنه لما أيقن بالقتل قال: لئن قتلتموني لقد وضعت في احاديثكم أربعة آلاف حديث.
قال عبد الله بن صالح: وأنكر المنصور على محمد بن سليمان قتله ابن أبي العوجاء من غير مؤامرة له وقال: أيقتل رجل من العرب بغير علمي، وأغضبه ذلك. وكان معن بن زائدة يشكو فعل محمد بن سليمان إلى المنصور ويقول: قتل رجلا بريئا مما قرف به، وإنما قتله لأنه قال: انا تلميذ الحسن، فقال:«تلميذ» من قول الزنادقة. وبعث المنصور إلى عيسى بن علي فقال له: أيقتل محمد بن سليمان رجلا بشهادة قوم رعاع لا يدرى من هم؟ لقد هممت أن أقيده به، فقال له عيسى: إن محمدا قتله على زندقة هو ينسب إليها، فإن كان قتله صوابا فهو لك وإن كان خطأ فهو على محمد، والله لئن عذلت محمدا على ما صنع ليذهبن بالثناء والذكر ولترجعنّ القالة من العامة عليك، وقد كان المنصور أمر بعزل محمد وكتبت الكتب، فدعا بها فمزقت، وقال لعيسى: أغررتني من هذا الغلام.
وقال أبو اليقظان: أتى أبو الزحف بن عطاء بن الخطفي محمد بن سليمان فأمره أن ينشده وهو سكران فقال:
يا بن سليمان أقلني عثرتي … يا بن الملوك وأسغني ربقتي
حتى تجلّي عن فؤادي غمتي … ثم اجمع الرّجاز عند صولتي
كل فزاريّ دهين اللمّة … أبو بدويّ ودع ذي ثلّة
وحدّثت، أن جعفر بن سليمان بن علي ولي المدينة بعد قتل محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، وكان أبو بكر بن أبي سبرة، وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي سبرة بن أبي رهم، أحد بني عامر بن