للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الراتجي يقول في مدح … لأبي الوليد أخي الندى الغمر

ملك بصنعاء الملوك له … ما بين بيت الله والشحر

لو جاودته الريح مرسلة … لجرى بجود فوق ما تجري

حملت به أم مباركة … فكأنها بالحمل لم تدري

فقال معن: فكان ويحك ماذا؟ قال:

حتى إذا ما تمّ تاسعها … ولدته أوّل ليلة القدر

فقال معن: ثم ماذا ويحك؟ قال:

وأتت به بيضا أسرّته … يرجى لحمل نوائب الدهر

مسح القوابل وجهه فبدا … كالبدر أو أبه من البدر

فنذرن حين رأين غرته … إن عاش أن سيفين بالنّذر

لله صوما شكر نعمته … والله أهل الحمد والشكر

قال معن: ويحك ثم ماذا؟ قال:

فأتى بحمد الله حين أتى … حسن المروءة باقي الذكر

حتى إذا ما طر شاربه … خشع الملوك لسيد قهر

فإذا وهى ثغر يقال له … يا معن أنت سداد ذا الثغر

فأمر له بألف دينار فأخذها وانصرف مع ابن أبي سبرة، فأعطاه ابن أبي سبرة ألف دينار أخرى.

حدثني بكر بن الهيثم، قال: سمعت عبد الرزاق يحدث، قال: قدم ابن أبي سبرة على معن فأعطاه وكساه، فقال ابن أبي سبرة: إن الله جعل من عباده معادن الخير، ومعن بن زائدة من أفضلهم، وبلغ المنصور خبر ابن أبي سبرة، فكتب إلى جعفر بن سليمان: ما حملك على أن أذنت لابن أبي سبرة