للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جعفر: إن شئت جمعت ثيابي في منطقتي وخدمتك وان شئت أتيت خراسان فأمددتك بالجنود، وإن شئت شخصت إلى عبد الله بن علي فحاربته، فوجهه لمحاربة عبد الله بن علي وشيّعه إلى عكبرا.

وكان الحسن بن قحطبة بأرمينية فكتب إليه المنصور في اللحاق بأبي مسلم فوافاه بالكحيل من أرض الموصل في ألف، فصيّره أبو مسلم على مقدمته، ووافى مالك بن الهيثم أبا مسلم بالموصل لكتاب المنصور إليه في اللحاق به والسمع والطاعة له، ودسّ المنصور محمد بن صول إلى عبد الله بن علي ليفتك به إن أمكنه ذلك ويكتب إليه بأخباره فأتاه وصار معه، فكتب بعض عيون عبد الله بن علي في عسكر المنصور: صل بابن صول قبل أن يصول بك، فقتله ابن علي وابنين له.

وقال غير أبي الحسن: وقدم أبو جعفر الكوفة فولاها طلحة بن إسحاق بن محمد بن الأشعث، وسار إلى الأنبار فوجد أبا مسلم بها فولاه حرب ابن علي وأعطى الجند الذين انهضهم معه اثني عشر ألف ألف درهم، ويقال ثمانية عشر ألف ألف. وكان أبو العباس حطّ الأرزاق في سنة خمس وثلاثين إلى ستين ستين فصيرها أبو جعفر ثمانين ثمانين، وسوّغهم عطاء أعطاهم إياه عيسى بن موسى، فشكروا ذلك، ووهب المنصور لكل رجل من عمومته ألف ألف درهم فكان أول خليفة أعطى ألف ألف بصك إلى بيت المال يجري في الدواوين. ولم يقم بالأنبار إلا جمعة، وعزل جهور بن مرار العجلي عن شرطته وولاها عبد الجبار بن عبد الرحمن، ووجه جهور بن مرار إلى قرقيسيا (١) فتلقى أصحاب ابن علي، وخرج المنصور فعسكر بدير


(١) - هي البصيرة (البو سرايا) حاليا في سورية على الفرات حيث يلتقي به الخابور.