من أقربية أوّل اسم كل رجل منهم عين، فقال: عبد الله بن الزبير قتل عمرو بن الزبير، وعبد الملك قتل عمرو بن سعيد بن العاص، وعبد الله بن علي سقط عليه البيت، فقال المنصور: فإذا سقط عليه البيت فما ذنبي.
وحدثني حماد بن بغسل الوراق قال: حبس عبد الله بن علي في مقصورة مع المنصور، ووكل به، فقال له بنو علي: يا أمير المؤمنين سجنت عبد الله، فقال إن أهل خراسان متسرّعون إليه لما كان منه إليهم، ولا آمن أن يفتكوا به فقد بلغني أنهم مجمعون على ذلك فجعلته عندي إلى أن أدعو به، فيئس سليمان بن علي منه فمضى إلى البصرة فمات في سنة اثنتين وأربعين ومائة. قال: وقد كان عبد الله بن علي مع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر فأسره ابن ضبارة وبعث به إلى مروان، فقال: إنما أتيته طالبا لرفده، فخلى سبيله، فلما حاربه قيل له: هذا الرجل الشديد البياض الحسن الوجه المصفّر الدقيق الذراعين الفصيح اللهجة الذي كنت أتيت به فعفوت عنه، فقال مروان: رب معروف يخبئ لصاحبه شرّا. وكان عبد الله اذا ضحك انقلبت شفته العليا. ومات في سنة سبع وأربعين ومائة وهو ابن اثنتين وخمسين سنة.
قالوا: وهدم عبد الله بن علي قصر مروان بن محمد بحران وكان أنفق عليه عشرة آلاف ألف درهم.
قال رؤبة بن العجاج في عبد الله بن علي:
أيها القائل قولا أحنفا … سفاهة من رأيه وصلفا
ما قام عبد الله إلا أنفا … خوفا على الاسلام أن يستضعفا
ومن صلاح الدّين أن يستخلفا … أشجع من ليث عرين أغضفا