قالوا: وقدم إبراهيم الإمام المدينة فأتته عجوز من ولد الحارث بن عبد المطلب، فشكت الحاجة، فقال: نحن على سفر وما يحضرنا لك الكثير، ولا نرضى بالقليل، فاقبلي بما حضر، وتفضلي بالعذر، فأعطاها ناقة له برحلها وعبدا ومائة دينار.
وقال المدائني: كان إبراهيم الإمام يقول: إنّا قوم لا نخشو عند السؤال ولا نجفو عند الاستعطاف. قال: وكان يقول: السّخاء من رقّة القلب والرحمة أصل كل حسنة.
وحدثني ابو مسعود الكوفي عن هشام بن الكلبي قال: كان إبراهيم الإمام يقول: الكامل المروءة من حصّن دينه، ووصل رحمه، واجتنب ما يلام عليه.
حدثنا علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة، قال: كان إبراهيم الإمام يقول: سمعت أبي يقول: لا يزال الرجل يزداد في رأيه ما نصح لمن استشاره، قال: وأنا أقول نصح المستشير قضاء لحق النعمة في صواب الرأي.
المدائني عن اسماعيل بن حفص، قال: أتى رجل إبراهيم الإمام فسأله فأعطاه وكساه وحمله، فقال: أنتم والله أحق بهذا البيت ممن قيل فيه:
زينت أحسابهم أحلامهم … وكذاك الحلم زين للحسب
وحدثني محمد بن الاعرابي، قال: سأل أبو مسلم إبراهيم بن محمد الإمام عن البلاغة فقال: معرفة الوصل من الفصل، وإصابة المعنى، واختصار الطريق إلى الغاية التي يريد.