إليه، فلمّا وقف بباب مروان بحران أسرّ إلى سابق شيئا سئل عنه سابق بعد ذلك فقال: أمرني أن أقرأ على أبي العباس السّلام وأعلمه أنه وصيّه، بأمر الإمام محمد بن علي. وكانت نسخة الكتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم.
حفظك الله يا أخي بحفظ أهل الايمان، وتولاك بالخير والإحسان، كتابي إليك وقد وردت حران، والرجل قاتلي لا محالة، فإذا أنا هلكت فأنت الإمام الذي يقيم أمرنا، ويرعى حرمة أوليائنا، ودعاتنا، ويتم الله به وعلى يديه ما أثلّنا وأثّل لنا، فعليك أي أخي بتقوى الله وطاعته في قولك وفعلك، وإصلاح نيتك ليصلح لك عملك، واستوص بأهل دعوتنا وشيعتنا فاحفظ عبد الرحمن أميننا والسّاعي في أمورنا، وعرّف أهل خراسان ما توجبه لنا بايثار طاعتنا، ولا يكونن لك رأي، ولا لأهلنا إلا الشخوص عن الحميمة وكداد إلى أوليائنا وشيعتنا بالكوفة، مخفين لأشخاصكم مستترين عمن تخافون غيلته لكم وسعيه بكم إن شاء الله، وأنا استودعكم الله وحده، وأسأله لكم الصنع والكفاية، وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته».
وحدثني بعض أصحابنا عن أبي الحسن المدائني قال: كان إبراهيم الإمام جوادا معطاء، فوفد عليه رجل من الأنصار فأعطاه كل دينار كان عنده، فلقيه رجل فحدثه بما أعطاه إبراهيم وقال: هو والله كما قال الشاعر:
يرى البخل مرّا والعطاء كأنما … يلذ به عذبا من الماء باردا