للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتتركون عدوّا قد أحاط بكم … ممن تأشّب لا دين ولا حسب

لا عرب مثلكم في الناس نعرفهم … ولا صريح موال إن هم نسبوا

من كان يسألني عن أصل دينهم … فإن دينهم ان تهلك العرب

قوم يقولون قولا ما سمعت به … عن النبيّ ولا جاءت به الكتب

قالوا: وكتب نصر إلى يزيد بن عمر بن هبيرة، عامل مروان على العراق حين ظهرت المسودة:

أبلغ يزيد وخير القول أصدقه … وقد تيقّنت أن لا خير في الكذب

بأن خراسان أرض قد رأيت بها … بيضا لو افرخ قد حدّثت بالعجب

وقد وجدنا فراخا بعد قد كثرت … لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب

إلاّ تدارك بخيل الله معلمة … ألهبن نيران حرب أيّما لهب

فقال يزيد: لا عليه فما عندي رجل واحد أمدّه به، وكان مبغضا له مستثقلا لولايته خراسان.

قالوا: وكتب نصر إلى مروان يستمدّه، فأمدّه بنباتة بن حنظلة الكلابي فقتل بجرجان. وكتب إلى مروان:

أرى خلل الرماد وميض جمر … حريّ أن يكون له ضرام

فقلت من التعجب ليت شعري … أأيقاظ أميّة أم نيام

فإلاّ تطفئوه يجرّ حربا … يكون وقودها قصر (١) وهام

وقتل ابن لنصر في العصبية يقال له تميم، فقال نصر:

نأى عني العزاء وكنت جلدا … لأن أجلى الفوارس عن تميم


(١) - القصر: أعناق الناس والإبل، القاموس.