فعبروا حتى إذا بقي في نفر وثب به فقتله، وبعث برأسه إلى أبي مسلم، فأخرج عليّا عند ذلك فقتله، وكان أبو مسلم قد وادع شيبان إلى مدّة، فوجه إليه جيشا فواقعوه فكشفوه، وصار إلى ناحية أبيورد وأهلها أول من سوّد، فكتب أبو مسلم إليه أن بايع للرضا من آل محمد حتى لا أعرض لك، فبعث إليه: بل بايعني أنت، فكتب أبو مسلم إلى بسام بن ابراهيم مولى بني ليث بن بكير، وهو بأبيورد، في مناهضته فناهضه فقتله وأصحابه الا عدة تفرقوا في البلاد، ويقال بل صاروا إلى نصر قبل هربه.
حدثني أبو مسعود عن أشياخه قال: لما ظهر أبو مسلم بعث نصر إليه عرفجة بن الورد فقال: القه فأسأله من هو وما أمره، فأتاه فقال له:
ما اسمك؟ فنظر إليه شزرا، ثم قال: عبد الرحمن بن مسلم. فقال: من من؟ فنظر إليه حتى قيل سيقتله، ثم قال: علم خبري خير لك من علم نسبي، فقال أبو نخيلة:
نفّست عن عرفجة بن الورد … غياطلا من كرب وجهد
ثم إن عرفجة أتى البصرة ومات بها بعد حين.
قالوا: وأتى أبا مسلم قوم من أصحاب الحديث فسألوه عن شيء من الفقه، فقال: ليس هذا بوقت فتيا، نحن مشاغيل عن هذا ومثله.
وحدثني أبو مسعود وغيره، قال: لما ظهر أمر أبي مسلم كتب نصر بن سيّار بن رافع بن جري أحد بني جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، قال نصر بن سيار:
أبلغ ربيعة في مرو وذا يمن … أن اغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب
ما بالكم تنشبون الحرب بينكم … كأنّ أهل الحجى عن رأيكم غيب