للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قحطبة، فلما وافى جرجان قال: يا أهل خراسان إن النصر مع الصبّر، والتنازع فشل، وإنكم تقاتلون بقية قوم حرقوا بيت الله وكتابه، واغتصبوا هذا الأمر، فانتزوا عليه بغير حقّ.

وكان مروان قد أمر ابن هبيرة أن يمدّ نصر بن سيار بنباتة بن حنظلة أحد بني بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر، وكان نباتة قد لقي سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة بالأهواز، وسليمان واليها من قبل عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حين خرج عبد الله ودعا لنفسه، فهرب منه سليمان بعد قتال وصار إلى فارس، فكتب ابن هبيرة إليه في المصير إلى خراسان مددا لنصر بن سيار، فأتى أصبهان، ثم الري ومضى إلى قومس، فلم تحمله وأصحابه، فصار إلى جرجان، وسار قحطبة إليه فالتقيا في مستهل ذي الحجة سنة ثلاثين ومائة يوم جمعة، وقال قحطبة: هذا يوم يرجى فيه النصر ونزول الرحمة، وجعل يدعو إلى الرّضا من آل محمد، ونادى أهل خراسان: يا محمد يا منصور، ونادى أهل الشام: يا مروان يا منصور، فاقتتلوا طويلا فقتل نباتة بن حنظلة، وانهزم أهل الشام أقبح هزيمة، فوضع السيف فيهم، فقتل منهم عشرة آلاف، ويقال ستة آلاف وبعث قحطبة برأس نباتة إلى أبي مسلم، فأمر فطيف به في كور خراسان.

وقال بعض شعراء طيّ:

لما رمتنا مضر بالقبّ … قرضبهم قحطبة القرضبّ

يدعون مروان وأدعو ربّي