للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحرمازي: أخبرني علماء من أهل خراسان أن نصر بن سيار كان يتضجّع في طريقه حتى قتل نباتة، فأتى الريّ فمرض بها وحمل إلى ساوة فمات بها.

قالوا: وقدم قحطبة الري وكتب إلى أبي مسلم يستمده، فأمده بأبي الجهم بن عطية مولى باهلة في سبعمائة، ويقال في ألف وسبعمائة، وكان عامر بن ضبارة المرّي قد وجّه لمحاربة شيبان الخارجي ففاته ولحق بكرمان، فأتى كرمان فأوقع به واستباح عسكره، فأتى شيبان سجستان ثم صار إلى خراسان، وواقع عامر عبد الله بن معاوية قبل ذلك بفارس فهزمه، فكتب ابن هبيرة إليه يأمره بالمسير إلى قحطبة ووجه معه ابنه داود بن يزيد بن هبيرة، فسارا في خمسين ألفا حتى نزلا أصبهان وانضم إليهم بها ولد نصر بن سيّار وجماعة من المروانية من أهل خراسان، ووافى قحطبة فاقتتلوا، وعلى ميمنة قحطبة خالد بن برمك والعكّي، وعلى ميسرته أبو غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي، ومعه مالك بن الطوّاف التميمي، وقحطبة يومئذ في اثني عشر ألفا، فلم يلبث أهل الشام أن انهزموا، فقتلوا قتلا ذريعا، وقتل عامر بن ضبارة، وقتل مساور، وقديد، ومبشّر بنو نصر بن سيار، وخالد بن الحارث بن سريج المجاشعي، وعامر بن عميرة السمرقندي، وكان مع قحطبة، فانقلب الى ابن ضبارة وبعث برأسه إلى أبي مسلم مع عيسى بن ماهان مولى خزاعة، فاحتبسه أبو مسلم فلم يخرج من خراسان حتى قتله، وهرب داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة إلى أبيه.

وكان مالك بن أدهم بن محرز الباهلي على الري فلما قدمها قحطبة