للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شكرا، إنا والله ما خرجنا فيكم لنحفر نهرا، ولا نبني قصرا، ولا نسير سير الجبارين الذين ساموكم الخسف، ومنعوكم النصف، أظنّ عدوّ الله أن لن يقدر عليه؟ أرخي له في زمامه حتى عثر في فضل خطامه»، ثم ذكر العرب فاستبطأهم وقرّظ أهل خراسان، ثم قال: «الآن عاد الأمر إلى نصابه، الآن طلعت الشمس من مطلعها، الآن أخذ القوس باريها، وصار الأمر إلى النزعة، ورجع الحق إلى مستقرّه في أهل بيت نبيّكم وورثته أهل الرأفة والرحمة، والله لقد كنا نتوجّع لكم ونحن على فرشنا، أمن الأبيض والأسود بأمان الله وذمته وذمة رسوله ، وذمّة العباس بن عبد المطلب عمّ رسول الله ، إنّه والله ما بينكم وبين رسول الله خليفة إلاّ علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين، وما بايعتم قطّ بيعة هي أهدى من بيعتكم هذه».

وحدثني عبد الله بن صالح قال داود بن علي في خطبته: «إن العرب قد أطبقت على إنكار حقّنا، ومعاونة الظالمين من بني أميّة، حتى أتاح الله لنا بهذا الجند من أهل خراسان، فأجابوا دعوتنا وتجردوا لنصرنا»، قالوا: ثم أجلس أبو العباس موسى بن كعب لأخذ البيعة على الناس، وبات أبو العباس ليلة الجمعة في قصر الكوفة، ثم صلى بالناس يوم الجمعة.

وقال هشام بن الكلبي: ولد أبو العباس في أوّل أيام يزيد بن عبد الملك وظهر بالكوفة عشيّة يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وملك أربع سنين وتسعة أشهر، وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة وهو ابن ست وثلاثين سنة. قال ابن هشام (١): وبعضهم يقول ظهر يوم الاربعاء


(١) - كذا بالأصل وابن كما هو مرجح زائدة.