للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التميمي، والهيثم بن شعبة وغيرهما، فداروا في القصر ثم دخلوا على ابن هبيرة وعليه قميص مصريّ وملاءة مورّدة أو صفراء، ومعه ابنه داود وكاتبه عمر بن أيوب في عدة من مواليه، وكان قد دعا بحجام ليحتجم، فلما رآهم مقبلين خرّ ساجدا فضرب بالسيوف حتى مات، وقتل ابنه ومن كان معه، وأراد عمر بن أيوب الخروج فقتل، ويقال إنهم جرّوه برجله حتى أنزلوه عن فراشه ثم قتلوه، وجاؤوا برأسه ورؤوس من كان معه إلى المنصور. وأخذ عثمان بن نهيك سيف حوثرة بن سهيل فضرب به عنقه، وفعل بمحمد بن نباتة مثل ذلك، وفعل بيحيى بن حضين بن المنذر مثل ذلك. وكان معن بن زائدة الشيباني قد وفد إلى أبي العباس ببيعة ابن هبيرة، وأقام بالكوفة، فقتل ابن هبيرة وهو بالكوفة فسلم.

حدثني العمري عن الهيثم بن عدي قال: كان ابن هبيرة إذا رأى وهنا وضعفا من أمره أنشد:

والثوب إن أسرع فيه البلى … أعيا على ذي الحيلة الصانع

كنا نداريها فقد مزّقت … واتسع الخرق على الراقع

قال الهيثم: وكان زياد بن صالح الحارثي مع ابن هبيرة، فكتب إليه أبو العباس: ان لك قرابة وحقا، وأرغبه فخرج إليه، فانكسر ابن هبيرة وطلب الأمان.

قال الهيثم: لما أو من ابن هبيرة ونزل بواسط كتب ابو مسلم: انه قلّ طريق سهل فيه حجارة إلا أضرّت بأهله، ولا يصلح والله لكم أمر دونه ابن هبيرة فاقتلوه عاجلا فلست آمن ان يكيدكم، فوجّه ابو العباس رسولا إلى المنصور بكتاب منه يعزم عليه فيه ليقتلنّه، فوجه المنصور أبا خزيمة والهيثم بن