خالكم، فقال أبو جعفر: إن أمير المؤمنين كتب يؤمنك لرحمك وحقن دمك.
قال بعض الرواة: قام سعد الموصلي - ويقال سعيد - خليفة عثمان الحاجب دون ابن هبيرة فقال: وراءكم، فضربه الهيثم على حبل عاتقه فصرعه، وقام داود دون أبيه فقتل.
قالوا: وكان عمر بن ذر يقول: ضاقت عليّ الأرض، فخرجت على دابتي أقرأ آية الكرسي فما عرض لي أحد، فاستأمن لي زياد بن عبيد الله الحارثي فآمنني أبو العباس، وكان عمر يقص ويحرّض على المسوّدة. وكان أبو جعفر قد آمن خالد بن سلمة، فقال أبو العباس، لو كانت له ألف نفس لأتيت عليه، فقتله.
قالوا: وكان خازم يقول: والله ما بدرت إلى قتل ابن هبيرة إلاّ مخافة أن يدفع الى رجل من اليمانية فيفخر علينا بقتله،. وطلب سليمان بن علي الأمان لعقال بن شبة بن عقال المجاشعي، فأمنوه فذكر بني العباس ففضّلهم وذمّ بني أمية وتنقصهم، وتكلم ثمامة بن الرحيل الحنفي، وكان خطيبا، فقال:
ألا ليت أم الجهم سقيا لذكرها … ترى حيث قمنا بالفراق مقامي
عشية بذّ الناس جهدي ومنظري … وبذّ كلام الناطقين كلامي
وحدثت ان ابن هبيرة لما بنى مدينته همّ بأن يسميها الجامعة، فقال له سلم بن قتيبة، وهو يومئذ معه: أرأيت إن قيل أين الامير، أيقال في الجامعة؟ فتطيّر فسماها المحفوظة، فلما قدم أبو العباس سماها الهاشمية وأتم بناءها.