للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي: ما جزاؤه معما فعل إلا أن تعطيه إياها كملا، فقد أحسن وأجمل، فأعطاه جميعها.

وقال المدائني: حصر عبد الله بن علي إسحاق بن مسلم العقيلي بسميساط، أو بسروج، أو غيرها أيام ولايته لأبي العباس، فقال: إن في عنقي بيعة فأنا لا أنكثها ولا أزال متمسكا بها حتى أعلم أن صاحبها قد هلك، فقال له عبد الله: إن مروان قد قتل، فلما تيقن ذلك طلب الصلح والأمان فأومن وحمل إلى أبي العباس فكان أثيرا عنده وعند المنصور. وكانوا ينسبونه إلى الوفاء وكان فيه جفاء يدارى له، فلما خالف عبد الله بن علي أبا جعفر وصار بكار بن مسلم معه فكان أشد الناس على أهل خراسان قال أبو جعفر: يا إسحاق ألا تكفينا أخاك؟! قال: اكفني عمك حتى أكفيك أخي، فضحك لقوله.

قالوا: وكان أبو نخيلة (١) يوما عند أبي العباس وإسحاق بن مسلم حاضر، وذلك بعد قتل ابن هبيرة وهدم مدينة واسط وبناء أبي العباس مدينته بالأنبار، فأنشده:

أصبحت الأنبار دارا تعمر … وخرجت من النفاق أدور

حمص وقنّسرينها وتدمر … أين أبو الورد وأين الكوثر

وأين مروان وأين الأشقر … وأين أجساد رجال قبروا


(١) - ترجم له صاحب الأغاني ج ٢٠ ص ٣٩٠ - ٤٢٣.