وقال الهيثم بن عدي: كان أبو مسلم يكتب إلى أبي سلمة: «لوزير آل محمد من عبد الرحمن بن مسلم أمين آل محمد». فكتب أبو العباس إلى أبي مسلم يعلمه الذي كان من تدبيره في صرف الأمر عنه ونكث بيعة الإمام، فكتب أبو مسلم يشير بقتله، فكتب إليه:«أنت أولى بالحكم فيه فابعث من يقتله»، فوجّه مرار بن أنس الضبيّ فلقيه ليلا فأنزله عن دابته ثم ضرب عنقه، ثم جمع أبو الجهم بن عطية، وكان عينا لأبي مسلم، يكتب إليه بالأخبار، جميع القواد، فقال: إن حفصا كان غاشا لله ورسوله والأئمة فالعنوه، فلعن. فقال سليمان بن مهاجر البجلي:
إن الوزير وزير آل محمد … أودى فمن يشناك كان وزيرا
قالوا: وقال المنصور حين قتل أبو سلمة: دوي العبد وأصاب أمير المؤمنين دواه. وقال عبد الله بن علي حين بلغه قتله: كلب أصابه قدر فطاح.
قال: وسمع أبو العباس الصراخ على أبي سلمة فتمثل قول الشاعر:
أفي أن أحشّ الحرب فيمن يحشّها … ألام وفي ان لا اقر المخاويا
ألم آل نارا يتقي الناس حرّها … فترهبني إن لم تكن لي راجيا
وكان بقاء أبي سلمة في الدولة ثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر.
أعطى أبو العباس محمد بن خالد بن عبد الله القسري ضياع أبيه، فأعطى محمد ولد أخيه يزيد نصفها، فقال له أبو العباس: إنا إنما سلّمنا هذه الضياع إليك لبلائك ومخاطرتك بنفسك ولم نعطك إياها لتقسمها بينك وبين ورثة أبيك. قال: وقال قوم إنما أعطاه نصف ضياع أبيه، فقال له داود بن