للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثم دعا أبو العباس أبا الجهم بن عطية فقال له: قد بلغني عن سليمان بن هشام أمر أكرهه فاقتله، فأخرجه إلى الغريّين فقتله وابنا له وصلبهما، وحضر غلام له أسود فجعل يبكي على مولاه ويقول: هكذا الدنيا تصبح عليك مقبلة وتمسي عنك مدبرة.

وقال غير الهيثم: دفع سليمان إلى عبد الجبار صاحب شرط أبي العباس فأمر المسيب بن زهير فقتله. ويقال، إن سديفا لما أنشد الشعر قام سليمان فقال: ان هذا يشحذك عليّ، فقد بلغني أنك تريد اغتيالي، فقال:

يا جاهل، ومن يمنعني منك حتى أقتلك اغتيالا، خذوه، فأخذ فقتل.

حدثني عبد الله بن مالك الكاتب وغيره، قالوا: ضمّ سالم بن عبد الرحمن كاتب هشام بن عبد الملك: عبد الحميد بن يحيى إلى مروان حين شخص إلى أرمينية، وكان عبد الحميد من حديثة النورة من الأنبار، وأتى الشام فتخّرج هناك، وقوم يقولون إنه مولى لبني أمية، وقوم يقولون إنه مولى لغيرهم من قريش، فلم يزل عبد الحميد مع مروان حتى نزل بمروان الأمر فقال له: إن القوم محتاجون إلى مثلك، فاستأمن إليهم فلعلك تنفعني في حياتي أو تحفظني في حرمتي بعد وفاتي، فأنشأ عبد الحميد يقول أو ينشد:

أسرّ وفاء ثم أظهر غدرة … فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره

وأنشد أيضا:

فلومي ظاهر لا شك فيه … للائمة وعذري بالمغيب

ثم قال: يا أمير المؤمنين، إن الذي أمرتني، به أنفع الأمرين لك وأقبحهما لي، ولكني أصبر حتى يفتح الله عليك أو أقتل معك، فأخذ فحبس ثم قتل.