وحدثني عدة من ولد عبد الحميد بن يحيى أن عبد الحميد استخفى فوجد بالشام أو بالجزيرة، فدفعه أبو العباس، إلى عبد الجبار بن عبد الرحمن وكان على شرطه، فكان يحمي طستا ويضعه على رأسه حتى مات.
وكان يقول: ويحكم إنّا خطباء كل دولة، وسئل عن أموال مروان فقال:
والله ما أعلم منها إلا ما تعلمون.
وحدثني بعض ولد عبد الحميد أنه كان يكنى أبا يحيى وأنه كان يقول:
من كان منطقه أكثر من عقله كان منطقه عليه، ومن كان عقله أكثر من منطقه كان منطقه له.
وحدثني ابن القتّات قال: لما ولي أبو العباس مدح أبو عطاء السّندي (١) بني العباس فقال:
ان الخيار من البرية هاشم … وبنو أمية أرذل الأشرار
وبنو أمية عودهم من خروع … ولهاشم في المجد عود نضار
أما الدعاة إلى الجنان فهاشم … وبنو أمية من دعاه النار
فلم يصله بشيء، فقال:
يا ليت جور بني مروان عاد لنا … وان عدل بني العباس في النّار
وقال أبو عطاء أيضا:
بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم … فقد عاد سعر التمر صاعا بدرهم
فإن قلتم رهط النبي محمد … فإن النصارى رهط عيسى بن مريم
(١) - هو أفلح بن يسار، مولى بني أسد، نشأ بالكوفة، وكان مخضرمي الدولتين. انظر ترجمته في الأغاني ج ١٧ ص ٣٢٧ - ٣٤٠.