قتل محمدا، ثم قال سليمان للكفّية - وهم الذين بايعوا على أن لا يأخذوا مالا وأن تؤخذ أموالهم إن احتيج اليها ويدخلوا الجنة، ويقال إنهم أعطوا كفّا كفّا من حنطة فسمّوا الكفّية-: حفرنا نهرا بأيدينا فجاء غيرنا فأجرى فيه الماء، يعني أبا مسلم، فبلغ قوله أبا مسلم فاستوحش منه، وشهد عليه أبو تراب الداعية ومحمد بن علوان المروزي وغيرهما في وجهه بأنه أخذ عنقود عنب فقال: اللهم سّود وجه أبي مسلم كما سوّدت هذا العنقود واسقني دمه، وشهدوا أن ابنه كان خداشيّا وأنه بال على كتاب الإمام، فقال لبعضهم: خذه بيدك فألحقه بخوارزم، وكذلك كان يقول لمن أراد قتله، فقتل سليمان، وكتب إلى أبي العباس بخبره وقتله إيّاه، فلم يجبه على كتابه، فكان ممّا عاتبه عليه المنصور أن قال: قتلت سليمان بن كثير نقيب نقبائنا، ورئيس شيعتنا، وشيخ دعوتنا، وابنه، وقتلت لاهزا.