وقال: يا سبحان الله، أبيع المعروف بيعا؟! وكانوا ربما أتوا سلما ليلا في حوائجهم، فلم يزالوا كذلك حتى ظهرت المسوّدة وحصر الحسن بن قحطبة يزيد بن عمر بن هبيرة بواسط. وولّى سلم بن قتيبة شرطته الحكم بن يزيد بن عمير الأسيّدي، فاستخلف ابن رالان المازني، من بني مازن بن مالك بن عمرو واسمه الفضل بن عاصم بن عبد الرحمن بن شداد بن أبي محياة بن جابر بن رويل بن رالان وهو يعرف بابن رالان، ثم إن ابن هبيرة ولّى الحكم بن يزيد كرمان فقتل بها، قتله تميم بن عمر التيمي وأقر ابن رالان على شرطه، فقال سلمة بن عياش (١) يهجوه:
أتيت ابن رالان في حاجة … فلم أر خيرا ولم أحمد
وقد جاءنا عاقدا نخوة … يضيق لها شكة المربد
فيا ليت أني غرمت الذي … أصبت وإنك لم تشهد
حدثنا إسحاق حدثنا إسماعيل بن عليّة عن ابن عون قال: مات محمد بن سيرين ولسلم عليه خمسة آلف درهم فجعله منها في حلّ وقال:
أترون عبد الله بن محمد مستعديا إن لم آخذها؟ قال: وأتى سلم بن قتيبة رجل فقال له: اني كنت في نعمة من الله فزالت ولم أجد أحدا أولى بأن أفزع إليه منك فافعل ما يشبهك، فقال سلم:
يرى بدهات الحمد لا يستطيعها … فيجلس وسط القوم لا يتكلّم
ثم نهض، وقال: الرجل لا يبرح، فدخل إلى أهله ثم جمع ملء كمه دنانير وحلى من ذهب وجوهر، ثم خرج إلى الرجل فنبذ ذلك إليه