للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: استمتع بهذا. وكان يقول: عجبا لمن يضنّ بما يصير إلى هذه المزابل.

وقال له رجل: لي إليك حاجة لا مرزئة عليك فيها ولا عناء، فقال:

ما مثلي يسأل عن هذه الحاجة، وقال سلم: ما أعرف قافية يستغنى عن صدرها إلا قول الحطيئة.

لا يذهب العرف بين الله والناس (١)

المدائني قال: قال عمرو بن هدّاب: إنما كنا نعرف سؤدد سلم بأنه كان يركب وحده ثم يرجع في خمسين.

قال: واستنشد سلم أبا عمرو بن العلاء شعر الفرزدق:

تحنّ بزوراء المدينة ناقتي … حنين عجول تبتغي البوّ رائم (٢)

ونسي أبو عمرو ما فيها من هجاء قيس، فوقف، وعرف سلم ما سبب وقوفه فقال: هات لله أبوك، فقال: اعفني أصلح الله الأمير، قال: والله لتسلسلنّها في آذانهم في سواد هذا الليل.

المدائني قال: قيل لسلم بن قتيبة: قد ساءت آداب حشمك لحسن خلقك، فقال: لأن ينسب حشمي إلى سوء الأدب أحبّ إليّ من أنسب إلى سوء الخلق. وكان أهل طستنجان قطعوا الطريق في عمل سلم، ففرض فرضا بالبصرة ووجهه إليهم فقاتلوهم، ثم اصطلحوا فكتب عليهم كتابا وكان أول من فعل ذلك.


(١) - ديوان الحطيئة - ط. دار صادر بيروت ص ١٠٩ والشطر الأول قوله:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه …
(٢) - ديوان الفرزدق - ط. دار صادر بيروت ج ٢ ص ٣٠٧، والبو «ولّد الناقة».