للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«مسد»، من ليف. وقال آخرون: عنى أنّ في جيدها سلسلة من نار، أي من سلاسل جهنم؛ و «الجيد» العنق.

- قالوا: ولما نزلت ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ،﴾ وذكر الله امرأته أم جميل، قالت: قد هجاني محمد والله لأهجونه. فقالت:

محمدا قلينا … ودينه أبينا

وأخذت فهرا (١) لتضربه به وهمت. فأعشى الله عينها. وردّها بغيظها.

فعزمت على ابنيها أن يطلقا ابنتي رسول الله ، ففعلا. وكانت رقية عند عتبة بن أبي لهب، وأم كلثوم عند معتّب بن أبي لهب؛ ويقال: عتيبة.

- وحدثني الوليد بن صالح ومحمد بن سعد، عن الواقدي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

خسرت ﴿يَدا أَبِي لَهَبٍ﴾. ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمّالَةَ الْحَطَبِ﴾: النميمة: ﴿ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ﴾: ولده. قال: فلما نزلت تبت، جاءت أم جميل بنت حرب والنبي في المسجد، معه أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وفي يدها فهر. فلما وقعت على النبي أخذ الله على بصرها، ورأت أبا بكر وعمر (٢). فكرهت عمر، وأقبلت على أبي بكر، فقالت: أين صاحبك؟ قال: وما تصنعين به؟ قالت: بلغني أنه هجاني؛ والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فمه فقال عمر: ويحك، إنه ليس بشاعر فقالت: إني لأرجو أن أكلمك يا بن الخطاب، ثم أقبلت على أبي بكر، فقالت: أي والثواقب، إنه لشاعر وإني لشاعرة.


(١) - الفهر: الحجر بقدر مايملأ الكف. القاموس.
(٢) - جاء إسلام عمر متأخرا، وهذه الأحداث مبكرة يرجح أنها وقعت قبل إسلام عمر، واذا صح هذا فذكر عمر وهم.